تاريخ القانون ينقسم الى جزئين قسم للدكتورة فاطمة والقسم الاخر للدكتور حسين
هذا خاص بالدكتورة فاطمة
س1/ انتشر الاسلام بين المصريين فى فترة وجيزة واعتنقة المصريون عن رضا واقتناع ولا شك ان هناك اسبابا وراء هذا الانتشار السريع للاسلام بين المصريين ناقش هذة الاسباب فى ضوء دراستك؟
اولا: سماحة الاسلام: يقول تعالى (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) واعمالا لهذا القول الكريم فان المسلمين قد جروا فى فتوحاتهم على تخيير أصحاب البلاد المفتوحة بين الاسلام والجزية والحرب وحدث ذلك مع المصريين فاختاروا دفع الجزية فى صلح بابليون الاول فعاملهم المسلمون معاملة البلاد التى فتحت صلحا ومن ثم عوملوا معاملة اهل الذمة وبمقتضاها تحملت الدولة الاسلامية عبء تامينهم وحمايتهم والدفاع عنهم فى دار الاسلام مقابل بدل نقدى يسير هو الجزية ومن ثم فقد عامل المسلمون الفاتحون المصريين اصحاب البلاد معاملة حسنة وصلت بالتدريج الى حد المساواة بينهم وبين المسلمين فى الحقوق والواجبات
وتمثل تسامح المسلمين مع اقباط مصر فى ذلك الوقت فى عدة مظاهر منها: أ- حرية العقيدة: يرفع الاسلام شعارا اساسيا من شعاراتة نص علية القران الكريم هو لا اكراة فى الدين فالاسلام يعترف بما سبقة من اديان ويعتبر نفسة مكملا لها وخاتما اياها ومن ثم يعترف بحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية لاهل الاديان الاخرى والتاريخ حافل بمواقف المسلمين الفاتحين مع اهل الاديان الاخرى فقد نعموا فى عهدهم بالتسامح والحرية الدينية & وقد حدث ذلك مع اقباط مصر اذ ابدى العرب نحوهم قدرا عظيما من التسامح فتمتعوا بحرية العقيدة واقامة الشعائر الدينية وهو ما لم يحدث اثناء خضوعهم للرومان فقد اصدرا عمروبن العاص كتاب امان للبطريق بنيامين الذى كان هاربا مدة ثلاث عشر سنة من عسف الرومان واضطهادهم كما تم ترميم عدد من الكنائس التى تهدمت فى عهد الرومان وبناء عدد اخر جديد ورد ما كان الملكانيون قد استولوا علية فى عهد الدولة الرومانية كذلك تدخل الخلفاء المسلمون ايام الخلافة الاسلامية لنصرة المسيحين اذا ما تعرضوا لظلم الولاة المسلمين & وقد عبر احد الاساقفة عن مدى تسامح المسلمين معهم فيما يتعلق بالعقيدة بعد مضى خمسة عشر عاما على فتح سوريا بقولة(ان العرب الذين اعطاهم الرب السيطرة فى ايامنا اصبحوا سادة لنا) لكنهم لايحاربون اطلاقا الديانة المسيحية بل على العكس من ذلك انهم يحمون عقيدتنا يحترمون قسسنا وقديسينا ويقدمون الهبات لكنائسنا واديرتنا
ب- احترام العادات والتقاليد والثقافة المصرية: لم يقف تسامح المسلمين مع اقباط مصر عند حد حرية العقيدة بل شمل ايضا احترام تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم اذ تركوا لهم حرية تنظيم امورهم الخاصة باشراف بطريركهم الذى يختارونة ويعتمدة الوالى المسلم كما كان القضاة المسلمون يخصصون يوما من كل اسبوع لنظر منازعاتهم بل سمحوا لهم بدخول المساجد لعرض قضاياهم كذلك امتدت سماحة المسلمين معهم الى تقبل احيائهم لثقافتهم المصرية فايدوا احياءهم للغتهم القبطية وحلت محل اللغة اليونانية فى الدروس والصلاة فى الكنيسة وعادت الاسماء المصرية للقرى والبلاد بعد ان كان البطالمة والاغريق قد اطلقو عليها اسماء يونانية
ج- مساواة غير المسلمين بالمسلمين فى الحقوق والواجبات: من مظاهر تسامح المسلمين مع اقباط مصر ايضا مساواتهم بالمسلمين فى الحقوق والواجبات وذلك عملا بمبدأ"لهم مالنا وعليهم ما علينا" فتساوى اقباط مصر مع المسلمين فى ادارة شئون البلاد اذحلوا محل الرومان فى كثير من المناصب الكبرى كرئاسة المدن والرئاسة المالية وسائر المناصب الا ماكان منها ذو طبيعة دينية اسلامية كرئاسة الدولة اذ يشترط فى رئيس الدولة المسلمة ان يكون مسلما بطبيعة الحال اما مادون ذلك من مناصب فقد تساوى القبطى مع المسلم فى شغلها بما فيها منصب الوزير فيمايعرف بوزارة التنفيذ وقد سجل التاريخ ان بعضهم كون ثروات كبيرة وعاشوا حياة مترفة ناعمة كذلك عمل المسلمون على تخفيف الاعباء المالية عن كاهل الاقباط فى مصر من اعهد الرومانى فلم يبقوا منها سوى الجزية على من لم يدخل الاسلام منهم بنص القران الكريم مقابل تامينهم وحمايتهم والدفاع عنهم فى دار الاسلام & ولا تعد الجزية عبئا ماليا يتحملة الاقباط وحدهم بل تقابل الزكاة المفروضة على اموال المسلمين بل ان الجزية كانت تقتصر على الاقوياء الذين كان يمكنهم الخدمة فى الجيش وبعض منها مادون ذلك من النساء والاطفال وكبار السن والرهبان والفقراء غير القادرين كما اعفيت الاديرة والكنائس من الضرائب وبذلك تحقق المساواة فى الحقوق والواجبات بين المسلمين والاقباط فى مصر فى عهد الحكم الاسلامى
2- الاندماج الاجتماعى بين المسلمين والاقباط فى مصر: زادت هجرة العرب الفاتحين الى مصر منذ بداية القرن الثانى الهجرى بصحبة الولاة وانتشروا فى الريف المصرى ومارسوا كافة الانشطة المدنية ومع الاستعانة بالعناصر غير العربية فى حكم الولايات وجدت ايضا هجرات لمسلمين من غير العرب كالفرس والاتراك واقاموا ايضا فى مصر واختلطوا بالمصريين وزاولوا الاعمال المدنية & وقد كان لهذا الاختلاط والاندماج الذى حدث بين المسلمين من العرب وغيرهم وبين المصريين اثر هام فى انتشار الاسلام فى مصر اذ اختلط المسلمون بالمصريين عن طريق الجوار والمصاهرة والمشاركة فى الحياة الاجتماعية فى حدود ما اباحة الاسلام وشارك كل منهم الاخر فى مناسباتة الدينية والتاريخية والسياسية فكان لهذة المعاملة الحسنة والاختلاط والمعاشرة اثرها فى اقبال المصريين على الاسلام وانتشارة بينهم بل انهم شاركوا فى بناء الحضارة الاسلامية وصاروا جزاءا من كيان الدولة الاسلامية
3- وضوح العقيدة الاسلامية وسهولة ادراكها: تميزت العقيدة الاسلامية بالبساطة والوضوح فهى تقوم على الا الة الا الله وان محمدا رسول الله وانة اخر الرسل جاء خاتما لكل الانبياء ومعترفا بهم ومصدقا لهم فلم تتقاسمها المذاهب او الفرق وهو ما سهل ادراكها والاقتناع بها فتحول كثير من المصريين من اصحاب الديانات المختلفة الى اعتناقها هروبا من متاهة المذاهب والفرق المتضاربة فى دياناتهم والتى وصلت الى حد اتهام كل فريق غيرة بالكفر فكانت بساطة العقيدة الاسلامية ووضوحها سببا من اسباب انتشارها بين المصريين